يمكن أن تحدث السمنة بسبب وجود عوامل وراثيِّة وهرمونيِّة وسلوكيِّة، إلا أنَّ السمنة تحدث بشكلٍ رئيسي عند إستهلاك سعراتٍ حراريةٍ أكثر ممِّا يتمُّ حرقه أثناء التمارين الرياضية والأنشطة اليوميِّة المختلفة، فعندها يخزن الجسم هذه السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن .

ما هي السمنة؟

السمنة مرضٌ معقدٌ يتضمن وجود كميات إضافية من الدهون في الجسم، وهي ليست فقط مشكلةٌ جماليةٌ بل إنَّها مشكلةٌ طبيَّةٌ تزيد من خطر الإصابة بأمراضٍ ومشاكلٍ صحيةٍ أخرى.(1)

 يُعد مؤشر كتلة الجسم الأفضل حاليًا  لقياس مستوى السمنة ويتمُّ قياسه عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالأمتار.(1) 

ما هي مخاطر السمنة على الناحية النفسية؟

 تؤدي الإصابة  بالسمنة إلى العديد من الأضرار والمشاكل النفسية والجسدية  مثل أمراض القلب، والسكري، وإرتفاع ضغط الدم، وبعض أنواع السرطان.(2)

تأثر السمنة على الحالة النفسية للشخص المصاب بها وفيما يلي تفصيل وتوضيح علمي عن كيفية تأثير السمنة على الحالة النفسية :  

يمكن أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من السمنة  بالإكتئاب، وبالنفس الوقت يمكن أن يصاب الأشخاص المصابين بالإكتئاب أحيانًا بالسمنة، فقد أظهرت إحدى الدراسات علاقة السمنة بالإكتئاب عند النساء حيث إرتبطت السمنة عند النساء بزيادة في معدلات الإكتئاب بنسبة 37%، وكذلك هناك علاقةٌ قويةٌ بين النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع والأفكار الإنتحاريِّة.(3)

قد يؤدي الإكتئاب إلى التغير في عادات النشاط البدني اليومي وتناول الطعام، فعلى سبيل المثال يبدأُ العديد من الأشخاص الذين يتعرضون إلى مشاكل عاطفية صعبة  بتناول الكثير من الأطعمة بصورة خاطئة وقد تطولُ هذه العاداتُ بحيث يصعب تغيرها، ومن جانب آخر ترتبط السمنة بأمراض نفسيِّة مثل الشراهة المرضيِّة وفقدان الشهية العصبي وخصوصًا عند النساء البدينات اللاتي يتعرضن لمضايقات حول مظهرهن من الآخرين.(3)

ما هي أهمُّ أسباب السمنة؟

يمكن أن تحدث السمنة لأسباب  متعددة ، سوف نذكر منها ما يلي:(1)

  •  العوامل الوراثيِّة: قد تؤثر الجينات على كمية الدهون التي يتمُّ تخزينها في الجسم، وقد تلعب هذه الجينات أيضًا دورًا في كفاءة تحويل الطعام إلى طاقة ،وكذلك دورها في  تنظيم الشهية، ويلاحظ أنَّ السمنة قد تتواجد في العديد من الأُسرِ ليس بسبَّب الجينات فقط بل بسبَّب عادات الأكل المتماثلة.
  • النظام الغذائي غير الصحي: حيث إنَّ إتباع نظامٍ غذائيٍ غني بالسعرات الحرارية وفقير بالخضراوات والفواكه معتمد على الوجبات السريعة والمشروبات الغنيِّة بالسعرات الحراريِّة يساهم بشكلٍ كبير في زيادة الوزن.
  • الخمول: يؤدي الإصابة  بالخمول إلى تناول وجبات غذائية غنية بالسعرات الحراريِّة والقيام بالقليل من التمارين الرياضية  والأنشطة اليوميِّة، حيث يقضي الشخص المصاب  بالخمول معظم وقته أم شاشات الكمبيوتر والتلفاز والهاتف المحمول.
  •  بعض الأمراض والأدوية: يمكن أن تعزى السمنة إلى حالة مرضيِّة مثل متلازمة  برادر-فيلي أو متلازمة كوشينغ  أو حالات إلتهاب المفاصل التي تسبِّب إنخفاض في  النشاط البدني  وبالتالي الإصابة بالسمنة، وكذلك قد يؤدي تناول  الأدوية مثل مضادات الاكتئاب، ومضادات الصرع، وأدوية السكري، والستيرويدات، وحاصرات مستقبلات بيتا إلى زيادة الوزن كتأثير جانبي.
  • الإقلاع عن التدخين: عادة ما يرتبط الإقلاع عن التدخين بزيادة الوزن حيث يحدث هذا عندما يتناول الناس الطعام للتغلب على الإدمان على التدخين، ومع ذلك فإنَّ الإقلاع عن التدخين مفيدٌ للصحةِ أكثر من الإستمرار بالتدخين، ويمكن للطبيب أن يقترح طرق  للمساعدة على منع كسبِ الوزن بعد الإقلاع عن التدخين.

ما مدى إنتشار السمنة؟

وصلت السمنة إلى معدلات وبائية في الولايات المتحدة، فأكثر من ثلثي الأشخاص البالغين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ، فيعاني  شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص أمريكيين من السمنة. فقد زاد  أيضًا إنتشار السمنة بين الأطفال بشكل ملحوظ.(2)

تتزايد السمنة أيضًا بسرعة في جميع أنحاء العالم ، وتضاعف معدل الإصابة بالسمنة تقريبًا من عام 1991 إلى عام 1998. في عام 2015 ، كان ما يقرب من 40 ٪ من الأشخاص البالغين يعانون من السمنة المفرطة في الولايات المتحدة.(2)