ما هي الجراحة التجميلية؟

هي عبارة عن مجموعة من العمليات الإختيارية يقوم بها أطباء التجميل لتحسين المظهر في جميع أنحاء الجسم . لكن في المقابل أحيانًا تكون الجراحة التجميلية ضرورية لأغراض ترميمية وذلك عند حدوث تشوه في أي منطقة في الجسد بسبب حادث أو إضطرابات خلقية.

أصبحت عمليات التجميل الأكثر ترند

أكتسبت هذا المجال في الفترة الأخيرة شعبية كبيرة ، وكما أستفاد الكثيرين حتى الآن من فوائد عمليات التجميل. تظهر آخر الإحصاءات لجراحة التجميل الصادرة عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل أنه تم إجراء أكثر من 17.7 مليون عملية تجميل في الولايات المتحدة في عام 2018. لوحظ في الفترة الأخيرة نمو سريع في عدد عمليات التجميل الجراحية وغير الجراحية في الولايات المتحدة التي وصلت إلى 16.5 مليار دولار في عام 2018 . كانت معظم عمليات التجميل الجراحية للنساء تتعلق بتكبير أو رفع الثدي وشفط الدهون.

هل تسبب الجراحة التجميلية مشاكل للأم المرضعة؟

تزداد أعداد الأشخاص الذين يخضعون لعمليات التجميل الجراحية وغير الجراحية يومًا بعد يوم ، ولكن أثيرت العديد من المخاوف والتساؤلات حول تأثير جراحة التجميلية على الثدي  للأم المرضعة.

تضمن آلية إجراء جراحة تجميلية للثدي تعديل الخلايا السدوية(نسيج الدهني الضام) مع الحفاظ على القنوات المنتجة للحليب قدر الإمكان  للحفاظ على الرضاعة الطبيعية .

حسنًا ، فهل تؤثر الجراحة التجميلية على الرضاعة الطبيعية أم لا؟

يوجد عدة أنواع من الجراحة التجميلية للثدي مثل رأب الثدي (تصغير الثدي) فكل نوع من هذه الجراحة له غرض وتقنية مختلفة حسب حاجة المريضة.

تصنف الجراحة التجميلية للثدي إلى ثلاثة أنواع :

1-تكبير الثدي:

يتم إجراء عملية تكبير الثدي بهدف أساسي لتحسين حجم الثدي، و بالإضافة إلى أهداف أخرى مثل تصحيح عدم التناسق الشكلي أو الحجمي .

آلية  عمل عملية تكبير الثدي: يتم إحداث شقوق في الجلد ( المنطقة المحددة) ثم يتم حقنها  بغرسات مملوءة بهلام السيليكون فوق أو أسفل عضلة الصدر (الصدرية).

2-تصغير الثدي:

يتم إجراء عملية تصغير الثدي لإزالة الدهون والجلد أو الأنسجة الزائدة لتقليل حجم الثدي.

3-إعادة بناء الثدي :

يتم إجراء عملية إعادة بناء الثدي للسيدات اللواتي خضعن لعملية إستئصال الثدي بسبب سرطان الثدي كنوع من ترميم بعد خسارة جزء كبير منه عند الإستئصال.

هل تؤثر الجراحة التجميلية للثدي فعلًا على الرضاعة الطبيعية؟

لقد تم إجراء العديد من الدراسات البحثية لمعرفة تأثير جراحة التجميلية للثدي على الرضاعة الطبيعية، وفقًا لدراسة بحثية منهجية وجدت أن النساء اللواتي خضعن لعمليات تكبير الثدي حاولن ممارسة الرضاعة الطبيعية كما هو الحال للنساء اللواتي لم يخضعن لهذه العملية.

ومع ذلك ، أظهرت آخر الدراسات التي  أجريت على مجموعة من النساء اللواتي خضعن  لعمليات تكبير الثدي أن 40% منهن إنخفضت لديهن فرصة الرضاعة الطبيعية.

يعود سبب إنخفاض الفرصة أو القدرة على الرضاعة الطبيعية للنساء اللواتي خضعن لعملية تكبير الثدي إلى تلف الأنسجة الغدية والقنوات الحلبية المسؤولة عن إمداد الثدي بالأعصاب، أو بسبب الغرسة المحقونة التي يمكن أن يؤدي ضغطها إلى سداد قنوات الحليب.

يمكن أن يؤدي تكبير الثدي إلى إنخفاض في إنتاح الحليب حسب الكثير من الدراسات ، فتؤكد الدراسات أن كثير من النساء اللواتي خضعن لهذه العملية كانت لديهن القدرة على الرضاعة الطبيعية ولكن كمية الحليب في القنوات الحلبية يكون قليل بحيث لا يكفي لإطفالهن.

دراسات متعددة عن إنخفاض نسبة الحليب في المرضعات:

أظهرت دراسة بحثية اخرى للمقارنة بين المرضعات خضعن لعملية تكبير الثدي ومرضعات لم يخضعن ، وجدت هذه الدراسة أن المرضعات اللواتي خضعن لهذه العملية كانت لديهن نسبة الحليب أقل بكثير من اللواتي لم يخضعن.

شملت دراسة آخرى أجريت على 42 مرضعة خضعن لعملية تكبير الثدي يمتلكون نفس الخصائص كالعمر والعرق وطريقة الولادة ودورة الرضاعة ويختلفن فقط بنوع شق الثدي الذي تم إجراؤه أثناء الجراحة التجميلية ، وجدت أن 27 مرضعة عانت من نقص بكميات الحليب المنتج في القنوات الحلبية وكانت لديهن رضاعة طبيعية منخفضة ، أما باقي المرضعات كانت لديهن كامية كافية من الحليب.

هل تسبب آلية عمل الجراحة التجميلية مشاكل للثدي؟

كان سبب نقص أو فشل الرضاعة مرتبط  بآلية إجراء شقوق  أو بطريقة حقن الغرس حول المنطقة المحيطة بالهالة(المنطقة الغامقة حول الحلمة) . لذلك بالإضافة إلى الجراحة التجميلية للثدي فإن تقنية الجراحة أو عمل الشقوق بالثدي تعتبر عامل قوي ومؤثر على معدل الرضاعة الطبيعية.

تم إجراء بحث عام 2010 على مجموعة من المرضعات اللواتي خضعن لتكبير أو تصغير الثدي قبل الحمل وولادة طفلهن الأول  ومرضعات لم يخضعن لأي عملية تجميلية للثدي عند  أنجبهن أول طفل لهن قبل شهر وكان شهرهن الأول لإرضاع أطفالهن.

من يؤثر أكثر على معدل الرضاعة الطبيعية تكبير الثدي أم تصغيره؟

بناءًا على الدراسة السابقة وجدت أن هناك إنخفاضًا واضحًا على معدل الرضاعة الطبيعية للنساء اللواتي خضعن لتكبير الثدي او تصغيره مقارنة بالنساء اللواتي لم يخضعن لإجراء أي عملية جراحية للثدي.

لكن عند مقارنة تأثير تكبير الثدي أو تصغيره وجدت الدراسة أن عملية تصغير الثدي كانت لها آثار سلبية على الرضاعة الطبيعية بحيث ادت إلى تلف الكثير من قنوات الحليب ، في حين عملية تكبير الثدي  أدت إلى الضغط على قنوات الحليب وتلف عدد قليل جدًا من الأنسجة.

بناءًا على ذلك فإن الرضاعة الطبيعية لا تكون كافية عادةً بسبب الجراحة التجميلية للثدي حتى في الشهر الأول بعد الولادة عندما ينتج الثدي كميات كبيرة من الحليب في الوضع الطبيعي. خاصةً عند إجراء عملية تصغير الثدي فإن إحتمالية التأثير بشكل سلبي  على الخصائص الفسيولوجية للثدي تكون كبيرة ، فعادةً ما ينخفض إنتاج الحليب وإفرازه في القنوات الحلبية. فقد نشرت دراسة في عام  2017 أثبتت أن جراحة تصغير الثدي يمكن أن تؤثر على الرضاعة الطبيعية.

لكن للحد من هذه المضاعفات عند إجراء جراحة تجميلية لتصغير الثدي  تم إدخال تقنيات جديدة ،وقد أثبتت نجاحها هذه الأيام، بحيث عند إستخدام هذه التقنيات يظل عمود نسيج الثدي تحت الهالة سليمًا ، فتزداد إحتمالية نجاح الرضاعة الطبيعية لاحقًا .

ما هي الأسباب التي تستدعي إستئصال الثدي؟

يتم إستئصال الثدي كجزء من علاج سرطان الثدي لإزالة الثدي بسبب إنشار المرض فيه.

أظهرت دراسة بحثية أن إستئصال الثدي يؤدي عادةً إلى تقليل الرضاعة الطبيعية للناجيات من مرض السرطان.

قد يعتقد الكثيرون أن عملية إعادة بناء هيكل وشكل الثدي مرتبط أيضًا بعودة الرضاعة الطبيعية بعد إجراء  هذا العلاج الجراحي.

يبذل الأطباء كل الجهود لإستعادة الشكل الطبيعي للثدي فقط أثناء إجراء جراحة ترميم الثدي الذي فقد جزء كبير منه أثناء إستئصال الثدي، فهذه الجراحة التجميلية لا علاقة لها بإسترجاع الوضع الطبيعي لحدوث الرضاعة الطبيعية ، أي أنها لا تحسن من عملية الإرضاع للنساء اللواتي خضعن لعملية إستئصال الثدي في الماضي.

إذًا ، هل جراحة التجميلية للثدي مهمة؟

بإختصار فإن جراحة التجميلية للثدي سواء كانت بهدف التكبير أو التصغير يمكن أن تؤدي إلى نقص أو فشل الرضاعة الطبيعية.

ومع ذلك ، فإن التقنية المتبعة خلال هذه العمليات التجميلية تعد أيضًا عاملاً في نجاح الرضاعة الطبيعية في وقت لاحق من الحياة.

من المهم معرفة أن عملية إعادة بناء هيكل أو شكل الثدي ليس له أي تأثير إيجابي على الرضاعة الطبيعية.

يفضل التحدث إلى طبيبك والتأكد من الحقائق عند  التفكير بإجراء عملية تجميلية لن تغير فقط من شكل جسمك بل سوف تغير حياتك أيضًا.