ما هي حمية أتكينز؟

حمية أتكينز هي حمية غذائية مشهورة  توصي  بتناول وجبات غذائية منخفضة الكربوهيدرات وقد تم تطوير هذه الحمية في الستينات من قبل الطبيب القلب روبرت سي أتكينز لتصبح توصي على الحد من تناول الكربوهيدرات والتركيز على تناول البروتين والدهون(2).

لا تعتمد حمية أتكينز على حساب السعيرات الحرارية للطعام المتناول يوميًا أو على توزيع الوجبات الغذائية إلى مجموعة من الحصص ، بل تعتمد على نظام يسمى صافي الكربوهيدرات وهو عبارة عن إجمالي محتوى الكربوهيدرات لعنصر ما  مطروحًأ منه محتوى الألياف ، على سبيل المثال  نصف كوب من البروكلي النيء تقريبًا 113.4 غرام  يحتوي على 2.3 غرام من إجمالي الكربوهيدرات و1.3 غرام من الألياف ، مما يجعل صافي قيمة الكربوهيدرات فيه 1 غرام(2).

تهدف حمية أتكينز على حرق مخزون الدهون في الجسم وتنظيم السكر في الدم من خلال تناول نظام  غذائي منخفض الكربوهيدرات (المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم) مما  لا يوفر الطاقة المطلوبة لقيام الجسم بوظائفه الحيوية ، مما يجعل الجسم يلجأ إلى حرق الدهون للحصول على الطاقة ، وتنقسم حمية أتكينز إلى أربعة مراحل تعتمد على زيادة نسبة الكربوهيدرات في كل مرحلة فتبدأ الحمية بالمرحلة الأولى بنسبة كربوهيدرات قليلة جدًا ثم تزداد تدريجيًا(2).

مراحل حمية أتكينز:

المرحلة الأولى (تحفيز الجسم):

تعتبر هذه المرحلة صارمة فيجب التوقف عن تناول الكريوهيدرات في الظام الغذائي ، فيجب أن  لا تتجاوز كمية الكربوهيدرات الصافية  يوميًا أكثر من 20 غرام وخصوصًا من الخضروات المتناولة ، وتجنب تناول السكريات ، ويستمر هذا النظام لمدة أسبوعين(2).

المرحلة الثانية :

في هذه المرحلة تستمر بتناول ما لا يقل عن  12-15 غرام من صافي الكربوهيدرات ، ولكن تختلف عن المرحلة السابقة بالقدرة على تناول الكربوهيدرات من مصادر غير الخضروات كالحبوب والمكسرات ، وتنتهي هذه المرحلة بخسارة 4.5-5 كيلو من وزن الجسم (2).

المرحلة الثالثة :

في هذه المرحلة يمكن إضافة 10 غرام تدريجيًا من  صافي الكربوهيدرات كل أسبوع مع إستمرار في  خسارة الوزن ، وكما تشمل هذه المرحلة زيادة الأصناف الغذائية التي تحتوي على  الكربوهيدرات، وتستمر  هذه المرحلة للوصول للوزن المطلوب(2).

المرحلة الرابعة :

هذه المرحلة هي  مرحلة الحفاظ على الوزن مدى الحياة تستمر هذا النظام مدى الحياة للحفاظ على الوزن المطلوب(2). تعتبر ممارسة الرياضة غير ضرورية  لقفدان الوزن عند إتباع هذه الحمية ولكن يفضل ممارستها للحفاظ على الوزن والحصول على الفوائد الصحية الأخرى(2).

ما هى نتائج بعض الدراسات التى أجريت على أشخاص اتبعوا حمية أتكينز؟

معظم الحميات الغذائية و ليس فقط حمية اتكينز قد تحسن  من مستوى الكوليسترول فى الدم،  ولكن حمية اتكينز أظهرت تحسن فى مستوى الدهون الثلاثية فى الدم أيضًا ، مما يشير إلى تحسن صحة القلب ، ولكن لا توجد دراسات على ذلك على المدى البعيد حيث أن  الدراسات التي أجريت على أشخاص أتبعوا هذه الحمية لم تتعدى العامين ثم  توقفت(3).

 تظهر إحدى التجارب  السريرية  التي أجريت عام  2003  لمجموعة من الأشخاص البالبغين عددهم 132 شخص كان مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر من 35 ( المؤشر كتلة الجسم الطبيعي من 18.5-24.9) وكان 83% منهم يعانون مرض السكري النوع الثاني وتم تقسيم الأشخاص إلى مجموعتين المجموعة الأولى قامت بإتباع حمية شبيها بحمية أتكينز بحيث لا يتجاوز نسبة الكربوهيدرات المتناولة يوميًا فيها  أكثر من 30 غرام ، أما المجموعة الثانية فقامت بإتباع حمية غذائية لا تتجاوز اكثر من 500 سعرة حرارية يوميًا بشرط أن لا تتجاوز نسبة الدهون المتناولة في هذا النظام أكثر من 30% من إجمالي الطعام المتناول يوميًأ ، وكانت النتيجة أنه خلال أول ستة أشهر(النصف الأول من السنة) أظهرت أن الأشخاص الذين أتبعوا حمية شبيها بحمية  أتكينز كانت خسارتهم للوزن أكثر من المجموعة الثانية متبعوا نظام الغذائي منخفض الدهون ، ولكن أختلفت النتائج خلال ستة الأشهر الثانية (النصف الثاني من السنة) كانت نتائج المجموعتين متشابهتين بحيث كانت مقدار الوزن المفقود متساوي تقريبًا في  المجموعتين(3).

لقد أظهرت هذه التجربة السريرية أن متبعوا حمية شبيها بحمية أتكينز إنخفض لديهم نسبة الدهون الثلاثية ، وكما إنخفض لمرضى السكري النوع الثاني نسبة الهيموغلوبين(3).

هل يفيد إتباع مرضى السكري حمية اتكينز؟

تعتبر حمية أتكينز حمية غذائية عالية البروتين، لذلك عند إتباع هذه الحمية  يتم إمتصاص البروتينات ببطء  وقد تحتوى على ألياف قابلة للذوبان، مما يؤدي الى إبطاء عملية إمتصاص الجلوكوز في القناة الهضمية، وبالتالي تقليل إستجابة الأنسولين، فيصبح الجسم بحاجة إلى بروتينات لتصنيع الأحماض الأمنية وأنسجة الجسم، فعند تناول البروتينات يتحفز إنتاج الغلوكاغون الذي يعمل على مقاومة الأنسولين ويعزز حرق الدهون المخزنة، ولكن يحتاج الجسم إلى الماء المخزن داخله لعملية تكسير البروتينات مما يؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف، وزيادة الإجهاد التأكسيدي على جميع أعضاء الجسم خاصة عضلة القلب وإنخفاض البوتاسيوم  في أنسجة القلب الناتج عن فقدان المعادن ، كما يؤدي إلى فرط حمض يوريك الدم وفرط كالسيوم البول(3).

لذلك تحذر جمعية  السكرى الامريكية و الكلية الامريكية للطب الوقائي و جمعية الحمية الامريكية من استخدام الحميات العذائية منخفضة الكربوهيدرات و ضرورة إتباع حميات الغذائية التي تحتوي  على الكربوهيدرات  مثل حبوب الكاملة والخضروات و الفاكهة و الحليب خالى الدسم(4).

هل تعتبر حمية اتكينز من الحميات الآمنة ؟

أختلف معظم أخصائي التغذية على تصنيف حمية أتكينز على أنها حمية آمنة أو غير آمنة .

لا وينصح فيها البعض  لعدة أسباب  أهمها أن إنخفاض تناول الكربوهيدرات  في هذه الحمية الذي يعتبر المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، مما يؤدي إلى إستهلاك الجسم للدهون المخزنة لتوفير الطاقة اللازمة  فتنتج الطاقة على شكل أجسام كتونية  وذلك بسبب أن الدهون تعطي الطاقة على شكل كيتونات ، مع الإستمرار في هذه الحمية ترتفع نسبة الأجسام الكيتونية في الجسم  مما يؤدي إلى الكيتوزية التي تشكل أحيانًا خطر على مرضى السكري بسبب إرتفاع الحماض الكيتوني في الدم مما يسبب عدم القدرة على السيطرة على هرمون الأنسولين والجلوكوز في الجسم ، وكما يصاب بعض متبعوا هذه الحمية أيضًا بالإكتئاب مما يجعل إتباع هذه الحمية غير آمن على الصحة النفسية.

يؤدي أيضًا  أن تناول كميات كبيرة من اللحوم إلى زيادة في مستوى الدهون المشبعة في الجسم. ، مما  قد يتسبب  في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية و أمراض القلب  والنقرس، ولكن  نتائج الدراسات التي أجريت للتحقق من هذا الموضوع غير حاسمة.

تساهم الألياف الموجودة في الخضروات والفواكه في الحفاظ على حركة الأمعاء بشكل صحي، فقد يؤدي إتباع حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات  إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، فالفواكه والخضروات من الأطعمة التي تحتوي على الألياف والتي يتم تقييدها خاصة في المرحلة الأولى من حمية أتكينز،  وتحتوي الفواكه والخضروات  أيضًا على الفيتامينات ومعادن مهمة لذلك يصبح الأشخاص الذين يتبعون حمية أتكينز لفترة طويلة معرضون إلى خطر الإصابة بنقص الفيتامينات والمعادن(5).

أما أخصائيوا التغذية اللذين يؤيدون هذه الحمية فهم يعتقدون أنها وسيلة فعالة لخسارة الوزن ، ولكن في نفس الوقت يختلف تأثير هذه الحمية من شخص لآخر (5).

ما هي فوائد إتباع الأشخاص لحمية أتكينز؟

تستخدم الحميات الغذائية الكيتونية منخفضة الكربوهيدرات عالية البروتين في إدارة بعض الحالات الطبية على سبيل المثال لقد تم إستخدام الأنظمة الغذائية الكيتونية لعلاج الصرع منذ عام 1920، ومع ذلك ، فهي تستخدم في الوقت الحالي  بشكل أساسي للأطفال المصابين بالصرع الذين يصعب السيطرة عليهم، فأكدت الدراسات الحديثة فعاليتها لهذا الغرض ، ولكن أثيرت أسئلة حول آثارها طويلة المدى على صحة القلب والأوعية الدموية للأطفال الذين يتبعون هذه الحمية، فيجب أن يخضع الأطفال المصابين بالصرع لهذه الحمية تحت إشراف طبيب مختص(5).

تجري العديد من الأبحاث حاليًا لمعرفة  إذا كانت الحميات  الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مفيدة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ومرض باركنسون (5).

 ما هي الأعراض الجانبية التى يعاني منها متبعوا حمية أتكينز؟

يعاني متبعوا حمية أتكينز من مجموعو من الأعراض الجانبية ، نذكر منها ما يلي (2):

1-الشعور بالغثيان

2-رائحة فم كريهه

3-جفاف الفم

4-الشعور بالصداع

5-الشعور بالتعب والإرهاق.

ما هي أضرار إتباع حمية غذائية  منخفضة الكربوهيدرات مثل حمية أتكينز وحمية الكيتو ؟

تسبب الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مجموعة من المشاكل الصحية ، سوف نذكر منها ما يأتي(6):

الإمساك

يعتبر الإمساك مشكلة شائعة يصاب بها  الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات وعالية البروتين،  فالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مصادر مهمة للألياف التي تساعد في الحفاظ على وظيفة الأمعاء المنتظمة، فلا يُنصح بحمية أتكينز الغذائي للأفراد المصابين بأمراض معدية معوية مزمنة مثل داء كرون أو متلازمة القولون العصبي أو إلتهاب الرتج، بسبب حاجة  الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز الهضمي إلى الألياف الغذائية للحفاظ على وظيفة الأمعاء المنتظمة.

السرطان وأمراض القلب

تحتوي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة على العديد من الفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة التي ثبت أنها تقلل من خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان وأمراض القلب، فتحد الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وعالية البروتين  بشدة من كمية الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة  المسموح بتناولها عند إتباع هذه الحميات .

هشاشة العظام

يعتبر الكالسيوم معدن مهم لصحة العظام ، فيرتبط  تناول كميات غير كافية من الكالسيوم بالإصابة  بمرض هشاشة العظام ، وهو مرض تصبح فيه العظام هشة للغاية.، فقد ثبت أن عند تناول كميات كبيرة من البروتين مما  يرفع مستوى البروتين في الدم مما يؤدي إلى زيادة  فقدان الكالسيوم من الجسم .

مشاكل في وظائف الكلى

تعتبر الكلى إحدى الأعضاء الرئيسية المسؤولة عن القضاء على المنتجات الثانوية لعملية التمثيل الغذائي للبروتين، فقد أفترض العديد من الباحثين أن تناول كميات كبيرة من البروتين من شأنه أن يضع ضغطًا زائدًا على وظائف الكلى ، مما قد يؤدي في النهاية إلى تقليل  من فعالية وظائف الكلى، ولكن  حتى الآن لا يوجد دليل على أن الحميات الغذائية الغنية بالبروتين أنها تسبب أمراض الكلى أو ضعف في وظائفها.