هل يساهم تناول المكملات الغذائية في الوصول لأعلى درجة في سلم الحياة الصحية؟
توجد العديد من أنواع المكملات الغذائية مثل: مكملات غذائية رياضية ” البروتين، الكرياتين…”، وفيتامينات ومعادن وأحماض أمينية و أعشاب، وهرمونات وغيرها. فأصبح إستخدامها لا يحتاج سوى نصيحة من صديق، دون التأكد من أنها مناسبة للحالة الصحية ومن سلامتها، فيتم التركيز على الدعاية لفوائدها والتي قد تكون غير حقيقية في بعض الأحيان، دون الانتباه لآثارها الجانبية المحتملة، حيث نُشرت دراسة في The New England Journal of Medicine تحت عنوان Emergency Department Visits for Adverse Events Related to Dietary Supplement تثبت وصول ما يقارب 23000 حالة للطوارئ خلال سنة بسبب الإستخدام الخاطئ للمكملات الغذائية.(1)
تعتمد احتياجاتنا من الفيتامينات والمعادن على عدة عوامل، يمكن تغطيتها من خلال إتباع نظام غذائي صحي ، إلا في حالات صحية استثنائية “كالحوامل، والرياضيين، وبعض المرضى، أو في حالة نقص العناصر الغذائية الأساسية بسبب أن الجسم لا يستطيع تصنيعها ولا توجد بشكل كافي في الغذاء المتوفر”، تتطلب تناول مكملات غذائية بعد استشارة الطبيب المختص
الإعتدال خير دواء
الإعتدال خير دواء؛ نقص العناصر الغذائية له آثار سلبية على الصحة، أيضاً تسبب زيادة بعض الفيتامينات والمعادن تسمم بالجسم، ويعد تناول المكملات الغذائية دون حاجة مسبب رئيسي لهذا. عدا عن بعض المكملات الغذائية الأخرى التي لم تتم الموافقة عليها من إدارة الغذاء والدواء “FDA”بعد، ولا تعد آمنة للاستخدام البشري.
أكدت أخصائية التغذية آية إبراهيم” أن الجسم يستطيع إمتصاص العناصر الطبيعية من الغذاء بشكل أسهل من العناصر المصنّعة في المكملات الغذائية ويستفيد منها بشكل أكبر، وقد يتعامل الجسم مع بعض المكملات الغذائية كأجسام غريبة لا يمتصها مما يسبب تراكمها بالجسم بطريقة غير صحية تسبب بعض الآثار الجانبية، تتفاوت حدتها حسب الكمية والنوع”
هل تتعارض المكملات الغذائية مع بعضها أو مع الأدوية؟
قد تتعارض المكملات الغذائية مع بعضها أو مع الأدوية، مثلاً يساهم فيتامين (ك) في عملية تجلط الدم، لذا تناول حبوب فيتامين(ك) يتعارض مع تناول الأدوية المميعة للدم ويقلل من فعاليتها (2)، وغيرها الكثير من الأمثلة، ويزيد إحتمالية حدوث هذا التعارض عند تناول المكملات الغذائية دون إستشارة طبية. بعض الحالات المرضية تتطلب الإبتعاد عن عنصر غذائي معين مثل الفشل الكلوي و الإبتعاد عن عنصر البوتاسيوم أو قد تسبب بعض الأعشاب والمكملات الغذائية تفاقم الأعراض الجانبية لبعض الأمراض، في هذه الحالة يفضل إستشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل غذائي.(3)
كيف يستفيد الجسم من المكملات الغذائية ؟
للإستفادة من المكملات الغذائية بشكل صحيح وعلى أكمل وجه، يفضل تناوله بالكمية المناسبة حسب إحتياج الجسم، وفي الوقت المناسب، وبالطريقة الصحيحة بعد إستشارة المختص، مثلاً؛ ينصح بتناول فيتامين (ج) صباحاً بعد تناول الفطور، حيث يعزز الشعور بالطاقة، أما الوقت الأفضل لتناول المغنيسيوم هو مساءًا قبل النوم، بعد تناول العشاء، لأنه يساهم في تهدئة الأعصاب.(4)(5)
تتواجد إحتياجات الجسم في الغذاء الطبيعي بكميات كافية للقيام بالوظائف الحيوية بشكل تام، لذا فإن إتباع نظام غذائي صحي متوازن ومتكامل، يشمل مختلف أنواع الأطعمة، وبكميات مناسبة لإحتياج الجسم بعد إستشارة أخصائي التغذية يُغني عن تناول أي مكمل غذائي، أما في حال وجود خلل معين يستدعي تناول المكملات الغذائية ، ينصح بالإستشارة الطبية.