ما هو سوء التغذية؟

يعرف سوء التغذية حسب منظمة الصحة العالمية على أنه  النقص أو الزيادة أو عدم التوازن في مدخول الطاقة و/ أو المغذيات لدى الشخص.(1)(2)

ما هي الأشكال المختلفة لسوء التغذية؟

يوجد عدة أشكال لسوء التغذية مثل  (1)(2)

1-نقص التغذية

يوجد أربعة أنواع لسوء التغذية وهي الهزل والتقزم ونقص الوزن وعوز الفيتامينات والمعادن، ويؤدي  نقص التغذية عادة إلى سرعة الإصابة بأمراض مختلفة وزيادة خطر الوفاة خاصة عند الأطفال .

يعني نقص التغذية المرتبط بنقص المغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن)عدم تناول كمية كافية من الفيتامينات والمعادن لفترة زمنية معينة  مما يسبب  عوز في الفيتامينات والمعادن، مما يؤدي إلى خلل في الهرمونات والإنزيمات التي تدخل المغذيات الدقيقة في إنتاجها مما يؤثر على الوظائف الحيوية في الجسم .

يعتبر نقص فيتامين (أ) واليود والحديد من أهم المشكلات التي يعاني منها الناس خاصة في البلدان منخفضة الدخل لأن نقصهم يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة 

2-فرط الوزن والسمنة

يعني فرط الوزن والسمنة أن يكون وزن الشخص ثقيلًا بالنسبة إلى طوله، فالوزن الزائد هو عبارة عن تراكم المفرط أو غير الطبيعي للشحوم ، مما يسبب أضرار صحية . ينتج فرط الوزن والسمنة عن عدم التوازن بين المدخول من الطاقة (أكثر من اللازم) والطاقة المستهلكة (أقل من اللازم)، فعلى الصعيد العالمي يستهلك الناس الأغذية والمشروبات الغنية بالسكريات والشحوم ولا يمارسون نشاط بدني يتناسب مع مقدار الطاقة المتناولة

3-الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي

يُعد النظام الغذائي الغير صحي وسوء التغذية من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة ببعض الأمراض على صعيد العالمي مثل أمراض القلب والأوعية (مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، التي عادة ما ترتبط بضغط الدم)، وبعض أنواع  السرطان، ومرض السكري.

يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن إلى خلل في الهرمونات والإنزيمات التي تدخل المغذيات الدقيقة(الفيتامينات والمعادن) في إنتاجها مما يؤثر على الوظائف الحيوية في الجسم

يصاب الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية  بفيروس كورونا أكثر من الأشخاص الأصحاء

يعاني الأشخاص الذين لديهم سوء تغذية من زيادة فرصة إصابتهم بالأمراض ، فيسبب سوء التغذية ضعف جهاز المناعة ، وكما يرفع من فرصة تلقي الأشخاص الذين لديهم سوء تغذية للعدوى المرضية أكثر من الأشخاص الآخرين ، لذلك يصاب الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بفيروس كورونا أكثر من غيرهم.(3)

أجريت الجمعية الاوربية الحديثة للتغذية الوريدية والتغذية المعوية دراسة تهدف إلى معرفة إنتشار مرض كورونا بين الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية ، وكان الهدف من الدراسة تقييم إنتشار سوء التغذية بين مرضى كورونا في المستشفى ، فقد تم تقسيم مرضى كورونا إلى مجموعتين مجموعة تعاني من سوء التغذية ومجموعة لا تعاني من سوء التغذية.(4)

وكانت النتيجة إرتفاع عدد حالات مرضى كورونا بين الأشخاص الذين لديهم سوء تغذية ، وكما أظهرت الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين كانوا لا يعانون من سوء التغذية من مرضى كورونا زادت لديهم فرصة الإصابة بسوء التغذية لعدة أسباب أهمها فقدان حاستي الشم والتذوق ، فقد تساهم هذه الإضطرابات في حاستي الشم والتذوق بعدم قدرة الشخص على تناول الطعام .(4)

أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين كانوا لا يعانون من سوء التغذية من مرضى كورونا زادت لديهم فرصة الإصابة بسوء التغذية لعدة أسباب أهمها فقدان حاستي الشم والتذوق ، فقد تساهم هذه الإضطرابات بعدم قدرة الشخص على تناول الطعام

كيف يعمل لقاح كورونا في الجسم ؟

يساعد جهاز المناعة على حماية الجسم  وذلك من خلال التعرف على الأجسام الغريبة الذي يعتبرها الجسم ضارة والإستجابة لها بتكوين أجسام مضادة لها ، فغالبًا ما يكون اللقاح عبارة عن جزيئات من سطح  جسم فيروس أو بكتيريا، ولكن تكون  هذه الجزيئات ميتة أو ضعيفة جدًا  (لاتسبب مرض) فيتعرف جهاز المناعة على هذا الجسم الغريب(المستضد) ويعتبرها ضارة فيكون لها أجساد مضادة حتى تقضي عليها ، فتتفاعل الخلايا المناعية المختلفة مع المستضد بطرق مختلفة للمساعدة في التخلص من المستضد ، ويكون التفاعل بعدةأشكال إما أن تهاجم بعض الخلايا المناعية بشكل مباشر ، أو يقدم بعضها إشارات إلى أجزاء أخرى من الجهاز المناعي فتنتج بعض الخلايا أجسامًا مضادة والتي إما توقف عمل المستضد، أو تسميه حتى يمكن مهاجمته من قبل الخلايا الأخرى.(5)

تستمر الخلايا المناعية المختلفة بتفاعل مع مناطق مختلفة من المستضد ، مما يؤدي إلى إنتاج العديد من الأجسام المضادة المختلفة ضد مستضد واحد ، وبعد أن يقاوم الجهاز المناعي الجسم الغريب ويقضي عليه  تبقى بعض الخلايا المناعية التي إستجابت للمستضد وبعض الأجسام المضادة في الجسم فهذه تعني تكوين ذاكرة مناعية ضد المستضد  أي أن الجسم كون ذاكرة مناعية ضد هذا المستضد.(5)

يؤدي ذلك إلى أنه في المرة القادمة التي يتم فيها مواجهة المستضد(الفيروس أو البكتيريا ) يمكن أن تكون الإستجابة المناعية أسرع وأكثر فاعلية لأن الجهاز المناعي تعرف على المستضد سابقًا وكون له أجسام مضادة ، وذلك سيؤدي إلى عدم إصابة الشخص بالمرض عند التعرض لهذا الفيروس او البكتيريا الممرضة، ولكن في نفس الوقت لا يوجد لقاح فعال 100%.(5)

الهدف من أي لقاح هو تحفيز الإستجابة المناعية الوقائية والذاكرة المناعية بتعريف مسبق  للمستضد (الجسم الغريب) لجهاز المناعي فيؤدي ذلك  إلى عدم إصابة الشخص بالعدوى

ما هي أنواع لقاح كورونا ؟

يوجد عدة آليات لعمل لقاح كورونا وبناءًا على ذلك تم تصنيفه إلى ثلاثة أنواع على النحو التالي :

حمض نووي ريبوزي رسول :

تعتمد آلية عمل  لقاحات الحمض نووي ريبوزي رسول على شفرة جينية تسمى حمض نووي ريبوزي تستخدم  لتحفيز إنتاج بروتين سبايك الخاص بفيروس كورونا، وبمجرد دخول الحمض النووي الريبوزي رسول إلى خلايا الجسم  تستخدم الخلايا التعليمات الواردة في الحمض النووي الريبوزي لصنع بروتين  سبايك تتعرف الخلايا المناعية على بروتين سبايك على أنه غريب وتبدأ في بناء استجابة مناعية ضده.(6)

لا يتأثر ولا يتغير الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين(DNA) باللقاح أو يتفاعل مع حمض النووي الريبوزي(RNA)  بأي شكل من الأشكال.(6)

بروتين

تعتمد آلية عمل اللقاحات القائمة على البروتين على مكونًا غير معدي من فيروس كورونا ، وعادة ما يكون بروتين سبايك ، ويوجد هذا البروتين على سطح فيروس كورونا ويتم تصنيعه في المختبر. عندما يدخل اللقاح الذي يحتوي على بروتين سبايك الجسم  تتعرف الخلايا المناعية على بروتين سبايك على أنه جسم غريب، وتبدأ في بناء إستجابة مناعية ضده.(6)

النواقل الفيروسية

تعتمد آلية عمل لقاحات النواقل الفيروسية على فيروس ضعيف جدًا غير ضار  (حيوانيًا ضعيفًا ) يحتوي على الكود الجيني لبروتين سبايك الفريد من نوعه لفيروس كورونا ، يُعرف هذا الفيروس الحيواني الضعيف بأنه ناقل فيروسي و بمجرد دخوله الجسم ، فإنه يوجه خلايا الجسم  لتصنيع بروتين سبايك الخاص بفيروس كورونا .

 تستخدم خلايا الجسم  هذه التعليمات لعمل نسخ من بروتين سبايك . ثم تتعرف الخلايا المناعية على بروتين سبايك على أنه غريب وتبدأ في بناء استجابة مناعية ضده.(6)

كيف تؤثر سوء التغذية على فعالية لقاح كورونا؟

يوجد  أشياء أخرى يمكن القيام بها لزيادة فعالية جميع لقاحات كورونا ، فتلعب التغذية السليمة دورًا رئيسيًا في فعالية اللقاح، لقد أظهرت دراسة حديثة  أن مراقبة التغذية (النظام الغذائي المتبع) قد تكون طريقة عملية ومنخفضة التكلفة للتأثير على نتائج التلقيح ، وقد كانت نتيجة إحدى الدراسات أن التغذية السليمة كان لها دورًا  أساسيًا لتعزيز الاستجابة المناعية لكل من لقاح السل وعلاج السل نفسه.(7)

يهدد تزايد إنعدام الأمن الغذائي وأزمة المناخ  إلى دفع المزيد من الأسر إلى الفقر والهجرة، لذلك من الصعب تقديم لقاحات كورونا للجميع، فعند إعطاء الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية لقاح كورونا من المحتمل أن تكون فعالية اللقاح منخفضة لتحفيز الإستجابة المناعية.(7)

يوجد  أشياء أخرى يمكن القيام بها لزيادة فعالية جميع لقاحات كورونا، فتلعب التغذية السليمة  دورًا رئيسيًا في فعالية اللقاح

لا يقتصر تأثير نقص التغذية على فاعلية لقاح كورونا ، فقد ساعدت أنماط الحياة التي تتسم بقلة الحركة والأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون مؤخرًا على انتشار وباء السمنة الذي يتسبب في إزدياد عدد الأشخاص الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم ومرض السكري النوع 2 وأنواع متعددة من السرطان.(7)

لقد كان الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا  فقد كانت حالاتهم الصحية خطيرة عند إصابتهم بالفيروس، كما أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة قد يجدون أن تأثير لقاح كورونا عند أخذه أقل فعالية بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من السمنة، فقد أظهرت الدراسات مؤخرًا  أن الأشخاص الذين يتأثر جهاز المناعة لديهم سلباً (تقل مناعتهم ) بالسمنة قد يكون تأثير فعالية  لقاح كورونا عند أخذه أقل من غيرهم ،وذلك بسبب أن لديهم مشاكل بالمناعة (مناعتهم قليلة ).(7)

أظهرت الدراسات مؤخرًا أن الأشخاص الذين يتأثر جهاز المناعة لديهم سلباً (تقل مناعتهم ) بالسمنة قد يكون تأثير فعالية لقاح كورونا عند أخذه أقل من غيرهم

هل نقص الفيتامينات والمعادن يقلل من فعالية لقاح كورونا ؟

يؤدي رفع مستوى الفيتامينات والمعادن في الجسم قبل أخذ لقاح كورونا إلى زيادة فعالية اللقاح.(8)

لاحظت هيئة سلامة الغذاء الأوروبية ، إن الفيتامينات  مثل (أ) و (ب 6) و (ب 9) و( ب 12) و( ج )و (د ) ، والمعادن  مثل الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس كلها ضرورية حتى يعمل الجهاز المناعي بشكل سليم .(8)

لقد ثبت أن كل المغذيات الدقيقة(الفيتامينات والمعادن)  خاصة فيتامين ( إي ) يلعب دورًا مهمًا  في دعم وظائف جهاز المناعة وتقليل مخاطر العدوى بالمرض ، فقد توصلت الأبحاث إلى وجود صلة بين ضعف الجهاز المناعي وإنخفاض مستوى الفيتامينات والمعادن في الجسم .(8)

عندما لا يتم تزويد جهاز المناعة بالمغذيات الدقيقة(الفيتامينات والمعادن) بالكمية التي يحتاجها سوف يؤدي ذلك إلى ضعف الجهاز المناعي مما يؤدي إلى  ضعف الإستجابة للقاح كورونا ، فقد أظهرت إحدى الدراسات التي  شملت  2367 شخصًا  أن الأشخاص  الذين يعانون من نقص فيتامين (د) كانوا أقل مناعة وحماية ضد الإصابة بسلالتين من الإنفلونزا بعد تلقيحهم مقارنة بأولئك  الأشخاص الذين لديهم مستوى كافي من فيتامين (د).(8)

عندما لا يتم تزويد جهاز المناعة بالمغذيات الدقيقة(الفيتامينات والمعادن) بالكمية التي يحتاجها سوف يؤدي ذلك إلى ضعف الجهاز المناعي مما يؤدي إلى  ضعف الإستجابة للقاح كورونا